مغالطة إسبانية رسمية متخلفة


تصريح الأمين العام لسياسة الدفاع الأسبانية، اليخاندروا غونزاليس لصحفية " Al comercio" الأسبانية، والذي قال فيه أن " استقلال الصحراء الغربية سيعني سقوط النظام الملكي العلوي وأنه سيزعزع استقرار البلاد خلال اربعة وعشرين ساعة" يحمل بين كلماته مغالطة غبية كان يستعملها المخزن لخداع العالم بها.. فالمخزن المغربي، وفي محاولة منه لزرع المخاوف في النفسية الأوروبية وحشد التوجس فيها كان يستعمل عبارة "أن استقلال الصحراء سيجعل المملكة المغربية تسقط وتتحول البلاد إلى فوضى.." ففي زمن صراع القطبين كان المخزن المغربي يقول أن استقلال الصحراء الغربية سيعني سقوط المملكة وستصبح الصحراء في يد الجزائر " الشيوعية" وستتحول البلاد إلى وكر للشيوعية، وحين سقط الأتحاد السوفياتي وانتفى تهديده بدأ المخزن يستعمل تلك العبارة لكن بمفهوم جديد وهو " إذا استقتلت الصحراء الغربية سيسقط النظام المغربي وستصبح البلاد والمحاذية لأوروبا دولة إسلامية متطرفة تهدد أوروبا وتهدد، بصفة خاصة، الأندس وأسبانيا..
لكن حين تراجع الزخم الإسلامي السياسي في المنطقة وانتفى تهديده، بدأ المخزن المغربي يستعمل تلك العبارة لكن في سياق آخر وهو" إذا استقلت الصحراء سيسقط النظام المغربي في 24 ساعة، وسيحل محل النظام الجماعات الإرهابية، وستصبح أوروبا كلها في متناوله.."
لكن الإرهاب، كظاهرة في شمال غرب إفريقيا توقف، وبالتالي، حتى المخزن لم يعد يستعمل عبارة إذا "استقلت الصحراء الغربية سيسقط المغرب في 24 ساعة." نسى المخزن تلك الدعاية وأصبح يخجل من استعمالها بسبب أنها شكلت له الكثير من المتاعب..
لكن إذا كان المخزن نسى تلك العبارة ولم يعد يستعملها خجلا بسبب سخافتها، وبسبب أنها كذبة  فكيف تستعملها أسبانيا التي من المفروض أن تكون مخابراتها وعسكرها على دراية بكل ما يحدث في المنطقة. ؟ هل حقيقة أن استقلال الصحراء سيجعل النظام الملكي يسقط في 24 ساعة؟ هل سيحمل الصحراويون السلاح ويواصلون القتال ضد المغرب في العمق لإسقاط الملكية.. الملكية ونظام المخزن في المغرب شأن داخلي مغربي ولا يهم الصحراويون في شيء. الشيء الوحيد الذي يوجد بشأنه خلاف بين المخزن والشعب الصحراوي هو غزو المغرب غير الشرعي للصحراء الغربية أما ما عدا ذلك فلا شأن للصحراويين بالمغرب ولا بما يجري في داخل المغرب. الصحراويون لا يقاتلون المغرب لإنه مخزني أو ملكي أو لإنه جحيم؛ يقاتلون فقط من أجل أرضهم ومتى استعادوها فليحترق المغرب بالمكلية أو لينعم بها. لا يهم الصحراويون أي شيء داخلي في المغرب، والمغاربة أنفسهم سعداء بهذه المملكة ما داموه يهللون للملك ويقبلون يده، وبالتالي فهنئا لهم المملكة والملك والمخزن، وهم الذين سيسقطونها أو يحصنونها.
من جهة ثانية، الصحراويون ليسوا في وضع يسمح لهم بالتدخل في شأن الآخرين وخاصة الجيران، وبالتالي فمحاولة تصوير أن استقلال الصحراء سيجعل المغرب يترنح ويسقط فهذه مغالطة كبيرة توجد في بعض الأذهان الغبية.. الشعب الصحراوي شعب صغير، قليل بالكاد يستطيع أن يدافع عن نفسه، ليست له أطماع لا في المغرب ولا في أي بلد آخر؛ بالعكس يريد الآخرين أن يساعدوه في بناء أرضه. لاتنقصه لا ثروات ولا معادن ولا مساحة أرض وليست له مشاكل لا مع المملكة لا مع المهكلة، وبالتالي فتصوير هذا الشعب البرئ في صورة البعبع أو الجراد الذي سيجتاح المنطقة ويُسقط الأنظمة أو يوصلها إلى الحكم هي صورة مخالفة للحقيقة، وباختصار، غبية..

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء