لغز داعش التي خرجت من الرماد


Resultado de imagen de ‫داعش‬‎الهجمات في ضمير باريس، ومثلما كان متوقعا، تبنتها داعش، وهي القوة\"الدولة" التي أصبحت بعد دحر القاعدة أصبحت هي اللاعب رقم واحد في الساحة العاليمة "كقوة" مضادة للغرب وللدول المهيمنة على الأشرق الاوسط.. وداعش هذه كتنظيم وكقوة عسكرية هي لغز أكثر مما هي حقيقة فوق أرض الواقع.. من أنشأ داعش، من يسلحها، من يمولها، من يقف وراءها من يقف أمامها، من هو ظلها ومن هو شبحها وكيف تتحرك.. الذين أعياهم التحليل ينسبون داعش مرة لإيران ومرة للولايات المتحدة ومرة للقاعدة، مرة للإرهاب، ومرة للشيطان ومرة للإسلام، لكن كيفما اتفق، داعش خرجت هكذا من رحم الشام والعراق، وبين ليلة وصباحها، أصبحت مسلحة ومجهزة ومنظمة وتمتلك الصواريخ والدبابات والإعلام والانترنيت وتقتل وتحرق وتسجن وتسبي وتصك الدراهم، وتصدر جوازات السفر وتسيطر على أبآر البترول وتهدد العالم كله، وليس لها أصحاب في العالم ولا أحباب، والجميع يتوعدها ويطاردها، لكن لا أحد، إلى حد الآن، قدر عليها. هي تحارب في الأتجاهات الأربعة ضد الغرب وضد العراق وضد سوريا وضد البر وضد البحر، في السماء وي الأرض، وتحتل المواقع والمدن في العراق وسوريا وتهدد إيران والسعودية، تشتبك مع الثوار في سوريا وتشتبك مع المعارضة وتشتبك مع النظام، تشتبك مع الخير ومع الشر، مع الأحمر ومع الأبيض، مع الاسود ومع الأزرق،  والعالم كله في نظرها كافر وتنشر وتبشر وتجند ووو.
داعش برزت ك"دولة" بعد دحر القاعدة وإعلان موت زعيمها بن لادن.. هل لهذا علاقة بذلك؟ هل يمكن أنه بين ليلة وضحاها تنشأ "دولة" وتبدأ خبوط باليد لبوط بالرجل، تستعرض الصواريخ والدبابات وتهاجم وتقتل وتنتصر.. هذا هو اللغز.. أمريكا متهمة أنها هي التي كونتها، لكن أمريكا تحاربها وتصقفها؛ روسيا متهمة أنها هي التي كونتها، لكن روسيا هي التي تقصفها وتقتل مقاتليها، وتردم عليهم بناياتهم.. إيران متهمة أنها هي التي تقف وراءها، لكن إيران تهاجمها وتطاردها، والغرب وقَّع مع إيران معاهدة نويية يعترف بموجبها بحسن سلوك إيران.. وتبقى داعش لغز وعلى اللغز ان يحل نفسه بنفسه ولا تحله التحاليل..

داعش قوية وداعش ضعيفة.. داعش تُسقط طائرة روسية نكاية بتدخل روسيا في سوريا، والغرب يعترف أنها هي التي وضعت قنبلة في تلك الطائرة، ولم تفعل روسيا أكثر من أقامت جنازة لموتاها.. داعش قوية داعش ضعيفة.. هولاند، رئيس فرنسا، يقف ويتوعد داعش بهجومات تدمر معاقلها، لكن داعش تهجم عليه حسب بيانها وتقتل الفرنسيين في ضمير باريس، وتُظهر فرنسا قوة جريحة ضعيفة غير قادر على حماية نفسها.. وتمضي داعش لك كلغز وليس كحقيقة رغم كل ذلك..             
          

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء