أسباب غلق الحدود بين المغرب والجزائر

Resultado de imagen de ‫زروال اليامين‬‎يبدو أن بن كيران في تدخله أمام برلمانه تحول من رجل يعبتره المغاربة ذامصداقية إلى رجل شوارعي، صعلوك، وسوقي يتكلم لغة الذين لا يريدون رؤية ما وراء "بوزات" أحذيتهم.. فبن يكران يقول ان بوتفلقية لا يريد فتح الحدود لإنه يعرف أن عدد الجزائريين الذين سيدخلون المغرب سيكون أكثر من المغاربة الذين سيدخلون الجزائر..
قضية فتح الحدود بين المغرب والجزائر، بالنسبة لهذه الأخيرة، ترتبط أساسا بقضية أمن قومي جزائري بالدرجة الأولى.. ففي سنة 1988م ظن المرحوم الشاذلي بن جديد أن المغرب يمكن ان "يستعقل" ويصبح " قلبه أبيض"، ويفهم أنه آن الأوان كي يتم فتح صفحة جدية وحدود جديدة، ويتم حل قضية الصحراء الغربية، ويتم بناء المغرب العربي، لكن الشاذلي وقع في خطأ نقاء قلبه الأبيض، فالقلب الأبيض لا يصلح للسياسة إطلاقا خاصة مع الأنظمة المعروفة تاريخيا بخداعها مثل نظام المملكة الجارة.. فتحت الجزائر الحدود مع "الجار" المغربي، لكن بدل من أن تبدأ النوايا البيضاء تدخل من الحدود المغربية بدأ السلاح ورجال المخزن والمخابرات والمال لتمويل الإرهاب.. بعد أقل من سنة بدأ الإرهاب يضرب بيمينه وشماله في كل الجزائر وتحولت البلاد إلى شبه غابة محترقة..
ببساطة أستغل المغرب فتح الحدود كي يشعل حربا في الجزائر يتم بواسطتها فرض، بقوة السلاح، على الجزائر أن تقبل الشرط المغربي بالتخلي عن دعم تقرير مصير الشعب الصحراوي..
حين وصل الرئيس زروال إلى السلطة قرر ان يقطع مع سياسة التعامل العادي مع المغرب ويعيد غلق الحدود.. استغل، بحكنة رجل دولة عسكري وسياسي، فرصة خطأ وقع فيه الحسن الثاني عندما فرض على الجزائريين التأشيرة،  فقام في سنة 1994م ، ليس بفرض التأشيرة على المغاربة فقط، إنما بغلق الحدود.. ثلاثة أشهر بعد غلق الحدود توقف الإرهاب كليا في الجزائر بعد أن تم أيقاف الحنفية المغربية عنه.. حدث تحول إيجابي كبير في الجانب الأمني، وما أن حلت سنة 1998م حتى أنتهى الإرهاب بصفة نهائية..
ورغم بكاء المغاربة واستعانتهم بأمريكا وفرنسا، وتدخُّل كل أصدقاء المغرب كي يتم فتح الحدود، لكن ذلك لم يحصل..   
وليس فقط تمويل الإرهاب هو الذي يمنع فتح الحدود، لكن هناك مشكلة إغراق الجزائر بالمخدرات المغربية التي تعتبر هي عصب الأقتصاد المغربي، والتي يتاجر فيها الجميع أبتداءا من الملك حتى أخر مغربي ينام في الشارع..
لنضع جانب العاطفة والجوار والعروبة والإسلام جانبا، ونتحدث عن الموضوع النفعي. ما الذي سيدخل من المغرب إلى الجزائر، وبالمقابل ما الذي سيهربه المغاربة من الجزائر إلى المغرب ليبيعونه بالضعف؟ من الجزائر سيدخل البترول والغاز والمواد المدعومة، ومن المغرب ستدخل المخدرات وخوردة النحاس والبلاغي والأحذية والقبعات الحمراء، وهي سلعة أصبح مكانها هو القمامة.

          

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء