نبض التاريخ: المطالب الموريتانية بالصحراء الغربية ودور أحمد بابا مسكى

Resultado de imagen de ‫احمد باب مسكة‬‎كانت سنة 1966م حاسمة في قضية الصحراء الغربية في الأمم المتحدة. فالمغرب وموريتانيا كانا في جلسة اللجنة الرابعة في صيف تلك السنة قد أعترفا أن الحل في الصحراء الغربية يمر بتنظيم استفتاء في الإقليم، لكن حين حانت مناقشة الملف في الجمعية العامة حدث أنقلاب في الموقف المغربي الذي تم التعبير عنه في اديس بابا. طالب المغرب بالصحراء الغربية علانية، وهو الأمر الذي أحرج السفير الموريتاني في الولايات المتحدة والأمم المتحدة أحمد بابا مسكى. فحسب كتاب الدبلوماسي الأسباني فرانسيكو فيلار الذي يحمل عنوان " تقرير مصير الصحراء الغربية" الصادر سنة 1982م بمدينة فالنثيا، فإن احمد باب مسكى، حين ظهر له أن المغرب يريد الاستحواذ على الصحراء الغربية بمفرده، تقدم هو أيضا بعريضة باسم دولته يعتبر فيها أن الصحراء هي جزء "تاريخي" من موريتانيا. وبسبب ذكاء ودهاء السفير الموريتاني، احمد اباب مسكى،- يقول الكاتب-  أستطاع أن يقنع كل السفراء في ردهات الأمم المتحدة أن يتم تبني قرار يذكر ان الصحراء الغربية " جزء تاريخي" من موريتانيا. وحسب الكاتب الأسباني دائما فإن أحمد باب مسكى وزع مذكرة على الأمم المتحدة تقول أن الجنوب هو الذي كان دائما يتحكم في الشمال، وأن المرابطين الذين انطلقوا من موريتانيا هم الذين تحكموا في الشمال وليس العكس. نشاط أحمد باب مسكى ودهاؤه جعل الجمعية العامة تقتنع ب"الحجج" الموريتانية، وتعتبر موريتانيا طرفا معنيا في قضية الصحراء الغربية.
ورغم نشاط السفير الموريتاني المذكور ومجهوداته إلا أن رئسيه، ولد داداه، حين أختلف معه حول بعض القضايا، أقاله ونصَّب مكانه أخاه عبد الله ولد داداه. ولم يقيله فقط، لكن وضعه في السجن وحكم عليه بالمؤبد، ولم ينقذه سوى تدخل الأمين العام للأمم المتحدة.

حين أحتل المغرب وموريتانيا الصحراء الغربية سنة 1975م، رفض أحمد باب مسكى أحتلال بلده للصحراء الغربية، وتطوع في صفوف البوليساريو، وتقلد الكثير من المناصب منها رئيس المجلس الوطني وعضو المكتب السياسي، وحين خرجت موريتانيا من الحرب، ذهب أحمد باب مسكى إلى فرنسا، بحجة أن السبب الذي جعله يلتحق بالبوليساريو قد انتفى ما دام بلده قد خرج من الحرب. بقى أحمد باب في فرنسا وسويسرا، لكن مع ذلك بقي صديقا حميما للصحراويين..             

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء