الاحتمالات ترجح أن يقف المغرب وراء انقلاب في موريتانيا

Resultado de imagen de MARRUECOS MAURITANIAبالنسبة للمغرب، موريتانيا صارت أكثر إزعاجا من السويد ومن الاتحادالأوروبي.. هذا ما يظهر من تحرك المخزن المغربي المحموم هذه الأيام على مسرح موريتانيا. وهذا التحرك حين نحلله لا يمكن ان يمرعلينا مرور الأغبياء والسذج، وعلى موريتانيا الحيطة والحذر.
حين قررت السويد منذ شهرين تقريبا دراسة الأعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، أصيب المغرب بدوار حاد في رأسه، واصابته هلوسة وصلت حد الجنون.. فاعتراف دولة أوروبية، من حجم وثقل وموقع السويد بالجمهورية العربية الصحراوية المستقلة، يمكن أن يغير المعادلة السياسية 180 درجة، ويرغم المغرب على الأعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.. وفي محاولة لثني السويد عن الأعتراف بعث المغرب حوالي 25 وفدا علنيا ومثل هذا العدد سريا تقريبا.. لكن يبدو ان لا شيء تغير في سياسة السويد التي يظن المغرب أنها دولة موز أو دولة ياغور يمكن شراؤها.. أخيرا أعنلت السويد أن الأعتراف بالجمهورية الصحراوية هو قانوني، وهي رسالة واضحة أن هذا البلد جاد في مسعاه فيما يخص الاعتراف بالدولة الصحراوية. وليست السويد هي التي أزعجت المغرب، لكن الاتحاد الأوروبي كله استغل قضية الصحراء الغربية، وبدأ حملة ضد الاحتلال المغربي بسبب طيشه في قضايا الإرهاب.
فشل المغرب في السويد وفي الاتحاد الأوروبي، جعله يحول القصف الثقيل بالوفود والشخصيات إلى موريتانيا. لا أحد، إلى حد الآن، يعرف لماذا يقصف المغرب موريتانيا بكل هذا الكم الهائل من الوفود: وفد وزير الخارجية والمخابرات، وفد حزب الاستقلال ووفد من الحزب الاسلاموي الحاكم بقيادة العثماني،  ثم أخيرا استدعاء القائم بالأعمال الموريتاني في الرباط من طرف وزارة الخارجية المغربية للاحتجاج على " رفع العلم الموريتاني" على مدينة لكويرة الصحراوية أبا عن جد..
وإذا كانت موريتانيا، هذه الأيام، أصبحت أكثر إزعاجا للمغرب من السويد ومن الاتحاد الأووبي ومن قرار المحكمة الأوروبية ومن طلب الاتحاد الاوروبي توسيع صلاحيات المينورصو، فهذا منطقي. فموريتانيا، في الخلفية الذهنية وفي النفسية الداخلية والتاريخية للمخزن، هي تابعة" للمغرب، وكان يجب استردادها في الستينات، ورفضَ المخزن الاعتراف بها، وظل يناور ويحاول الالتفاف عليها حتى وصل في الأخير إلى مرحلة اليأس. فحتى بعد استقلال موريتانيا وقبولها في الأمم المتحدة لم يقنع المغرب، ولم يجعله يعترف بها، وظل يمارس حماقة التخندق في ظل اطروحاته القديمة.. ففقط حين عرف المخزن أن موريتانيا ضاعت إلى الأبد، وفكَّر في احتلال الصحراء الغربية، ظهر له أن "يعترف" بنظام موريتانيا آنذاك ليساعده على احتلال الصحراء الغربية.. فكل المؤشرات تقول أن أعتراف المخزن، في بداية السبعينات، بموريتانيا لم يكن أعترافا بها كدولة، لكن كنظام فقط يمكن ان يقدم خدمات للمغرب في احتلاله المستقبلي للصحراء الغربية.. فالزعماء الذين زاروا موريتانيا مؤخرا ( مزوار، المنصوري، العثماني، شباط) لا أحد فيهم يعترف بموريتانيا كدولة، وكلهم في دواخلهم، يقول أن موريتانيا هي " مغربية". فحميد شباط، زعيم حزب الاستقلال، كان قد صرح منذ سنوات أن موريتانيا هي جزء م المغرب، وأنه لا يعترف بدولة في هذا الإقليم. الشيء الآخر الذي يزعج المغرب ويجعله يغضب على موريتانيا هو الرئيس الموريتاني الحالي. فهذا الرئيس، كان هو الوحيد إلى جانب ولد هيدالة، الذي وقف الند بالند للمخزن، وقال لا للقاء العاهل المغربي في الهند، ورفض استقبال رئيس حزب الاستقلال، وسبق للمخزن أن حاول أغتياله..

إذن، المغرب الآن عينه على موريتانيا لخلق صراع مع رئيسها ونظامها الحاكم، ليبعد الانظار عن السويد وعن مشاكله مع الاتحاد الأوروبي، ولينقل المعركة إلى خارج أوروبا، وبطبيعة الحال الشيء الوحيد الذين يمكن ان يقوم به هو محاولة زعزعة الاستقرار في موريتانيا ليزعزع المنطقة بكاملها، ويجعل المغاربة ينظرون إلى وجهة أخرى غير أوروبا التي أصبحت للمغرب معها الآف المشاكل. فخلق الأضطراب أو محاولة الانقلاب هي الشيء الوحيد الذي يشتغل المخزن المغربي عليه في موريتانيا الآن، وعلى هذه الأخيرة الحذر.                     

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء