نبض التاريخ: كورتينا ماوري يعترف بالهزيمه في قضية الصحراء الغربية سنة 1975م

Resultado de imagen de cortina mauriحين بدأ موقف أسبانيا يتذبذب في قضية الصحراء بسبب الضغط الأمريكي وبسبب رفض البوليساريو التفاوض معها حول حكم ذاتي وبسبب غيبوبة فرنكو الأخيرة، بدأت بعض الأوساط السياسية الأسبانية تنادي بتغليب قضية المصالح الاسبانية والبحث عن صيغة توصل إلى أتفاق مع المغرب يتم من خلالها تسليم الصحراء له مقابل مصالح لاسبانيا في المنقطة مستقبلا.. وقف وزير الخارجية الأسباني كورتينا ماوري ضد هذا التوجه بحزم، وراح ينتقد كل الذين يريدون التوصل إلى اتفاق مع المغرب. أصبح كورتينا ماوري هو العدو الوحيد للمغرب في مدريد، وتم توجيه له الإدارة الأمريكية كي تثنيه عن معارضته حتى يتم تسليم الصحراء الغربية للمغرب. حسب تقرير للسفارة الأمريكية بمدريد بتاريخ 24 اكتوبر 1975م فقد طلب السفير الأمريكي بمدريد، ستابلر، بتوجيه من نائب كيسنجر انغرسول، لقاء زير الخارجية الأسباني لثنيه عن مواصلة معارضة الجميع. حسب التقرير الذي يحمل الرقم 1975state253361_b فإن  كورتينا ماوري قال للسفير الأمريكي بعد أن سأله عن احتمال تغيير أسبانيا لموقفها من قضية الصحراء الغربية بعد زيارة سوليس رويس والفريد اثرتون إلى المغرب:" لم يحدث أي تغيير في السياسة الأسبانية في الصحراء الغربية. منذ البداية قالت أسبانيا أنها سترفع القضية إلى مجلس الأمن إذا حدث تهديد للسلم العالمي وهو ما حصل فعلا. فالمسيرة المغربية تهديد واضح للسلم العالمي، لكن حين أصبح واضحا أن مجلس الأمن غير قادر على أتخاذ موقف لمواجهة تهديد السلم الدولي أصبح لزاما على أسبانيا أن تراعي مصالحها وتغادر الصحراء الغربية بطريقة سلمية، وهذا ما يبدو أنه يفرض الشروع في مفاوضات مع المغرب، وقرار مجلس الأمن يوم 22 اكتوبر يلمح إلى ضرورة إنهاء القضية سلميا وهو ما يعني المفاوضات. إذا حدثت المفاوضات مع المغرب فهذا ليس سوى تحصيل حاصل لفشل مجلس الأمن في إدارة الأزمة. لكن حتى في حالة حدوث ذلك فيجب أن لا نغفل الجزائر التي سترفض هي والبوليساريو أي حل يتم فرضه بالقوة." حين سأله السفير الأمريكي عن موقفه من الاستقلال قال كورتينا ماوري:" أسبانيا لم تذكر ما عدا في مرة واحدة سنة 1974م خيار الاستقلال وكلما كانت ولا زالت تؤكد عليه هو تقرير المصير، ويكون الاستقلال خيارا فيه. الحل الآن يجب ان يتركز على كيفية تخرج بها أسبانيا من الصحراء الغربية بشرف."
كان كورتينا ماوري أخر من دافع عن تقرير مصير الصحراء الغربية في الدوائر السياسية الاسبانية، لكنه أنهزم في النهاية وبدأ يفكر بطريقة أخرى سنراها لاحقا.


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء