أفكار(1): لنتظاهر، سلميا، ضد بعثة المينورسو


هل سيدخل في صميم حرية التعبير، المكفولة قانونيا، أن نطلب من شعبنا عبر وسائل التواصل والانترنيت، أن يتظاهر، سلميا سلميا سلميا، ضد بعثة المينورسو.؟ في تحليلي أنه من حقنا طلب من شعبنا أن يفعل ذلك حتى يتم سماع صوته الذي أصبح مبحوحا.
Resultado de imagen de minurso western saharaوقف إطلاق النار سنة 1991م كان بمثابة سد الباب في وجه الشعب الصحراوي، وتركه يعيش حالة الضياع والتضعضع التي يعيش اليوم. فالمقاتلون الصحراويون كانوا يهجمون بصدورهم العارية وبدمائهم الزكية ويعودون حاملين الأنتصار لشعبهم، لكن تم انتزاع تلك المبادرة منهم ومن شعبهم وبقوا مثل اليتامى في عالم تتحكم فيه قوى "بالماندو". لكن إذا كان العالم والأمم المتحدة " والسماء والتراب" انتزعوا منا تلك المبادرة التي كنا نحقق بها الانتصارات، الآ يمكن أن نلجأ إلى\ نخترع طريقة أخرى نعاند بها العالم والأمم المتحدة التي استعمرتنا؟ المعاندة في سبيل انتزاع الحق هي حق مشروع عرضه السموات والأرض وتكفله كل القوانين والأعراف.
في الحقيقة كل الصحراويين يفكرون تفكيرا مشتركا هو أن الأمم المتحدة هي التي تستعمرنا الآن وتقف مع المغرب في تنفيذ استراتيجيته الواهنة، وكل الصحراويين، أيضا، مقتنعين حق القناعة أن الأمم المتحدة لن تفعل أي شيء يمكننا من انتزاع حقنا، وكل ما تفعله هي أنها تُظهرنا في عيون العالم أننا أغبياء وبلا حيلة وبلا فعل وبلا تفكير. فتكرار التعامل مع الأمم المتحدة من الصفر دائما يُظهرنا أننا أغبياء أو أننا بلا حيلة وبلا عقول وأننا مقيدين.
لا يوجد صحراوي واحد أينما ما كان لازال مقتنعا أن بعثة الأمم المتحدة ستحقق أي شي للصحراويين أو ستنفذ المامؤرية التي عُهدت لها، وبالتالي ما دام لا يوجد صحراوي واحد- واحد أو وحيد- مقتنع أن الأمم المتحدة ستحقق أي شيء فلماذا الصمت الشعبي عن تواجدها. صحيح أنه في غرف المفاوضات وفي الجلسات يطالب الصحراويون الرسميون الأمم المتحدة بتنفيذ التزاماتها ويلحون عليها، لكن كل هذا ينتهي بمجرد نهاية ذلك الاجتماع، وبمجرد رفع الصحون والكوؤس من فوق الطاولة ولحس الاصابع " والتكراع". في الحقيقة من حق الأمم المتحدة أن تعاملنا ذلك التعامل، ومن حقها أن تضحك على انوفنا وذقوننا فعلى ما يبدو نستحق ذلك ما دمنا لا نحرك ساكنا وما دمنا تم ترويضنا على الرضى بالقضاء.
إن شعبنا، سواء في المدن المحتلة أو المخيمات الصامدة هو جاهز نفسيا ومعنويا ومعنوياتيا ليطلب من الأمم المتحدة الرحيل أو على الأقل يسمعها صوته. بالنسبة للأمم المتحدة تكرار انزعاج المسؤوليين الصحراويين من تماطل تنظيم الاستفتاء ومن عرقلة النظام المغربي لعملها لا يعني أي شيء، وما دام الشعب الصحراوي لا يحتج على الأمم المتحدة ولا يتظاهر فستفهم هذه الأخيرة، تلقائيا، أن هذا الشعب راضي بتواجدها..
صحيح أنه ليس في ثقافة الصحراوي الاحتجاج وليس في ثقافته التي تكرست في اللجوء التململ ولا المطالبة بالحق، وتعلمنا أو هكذا تم ترويضنا، خلال تواجدنا في هذا اللجوء الطويل الممل، أن أي عمل غير صادر من  القيادة أو التنظيم أو غير مرخص به هو عمل سيستفيد منه العدو. أيضا تم تغييب، عمدا، ثقافة وعمل ودبلوماسية وحراك المجتمع المدني، وتم تغييب دوره وأصبح هذا المجتمع الخلاق مثل دور الظل الذي لا يستقيم والعود أعوج.
وبما أننا قضينا أكثر من ربع قرن تحت احتلال الأمم المتحدة، وبما أن هذه الأخيرة لا تفعل أكثر من الدوران في نفس الحلقة المفرغة، أليس من حقنا أن نتظاهر ضدها في مخيماتنا وفي مدننا المحتلة في يوم واحد نحدده. فالتظاهر ضد الأمم المتحدة الذي نعني لن يكون للقيادة دور فيه، ولن ينع عنا صفة السلمية ولا صفة تقرير المصير، وهو تظاهر سيكون سلميا مائة بالمائة وسيكون هدفه هو إيصال صوت الشعب الصحراوي إلى مجلس الأمن. فحسب تقديري أن مجلس الأمن يظن أن الصحراويين راضين تماما بالدوران في نفس الحلقة المفرغة ما داموا لا يتظاهرون ولا يتململون ولا يمتعضون ويواصلون المفاوضات ويواصلون بعث الرسائل للامين العام ويواصلون التعامل مع المبعوث الخاص ومع الأمين العام الجديد ومع كل من هب ودب.
الفكرة القادمة: مؤتمر لفعاليات الانتفاضة
Blog-sahara.blogspot.com.es

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء